50 ـ لا تتخلى عن الأمل ولابد أن تتعلم الكثير عن الإجراءات الطبية والأدوية الحديثة. (2)

وهناك أيضاً من يصعب عليهم تحمل أكثر من دواء واحد بسبب الآثار الجانبية ، في الماضي لم يكن بيدنا الكثير لنقدمه لتلك الحالات والكثير من أصحابها تعرض لأمراض قلبية مثل النوبات وتقويم الأوعية والجراحة التحويلية أو توفوا بسبب أمراض القلب.
إنني أشعر بالسعادة عندما أقول إنني اليوم قادرة على أن أقدم لمرضاي أنواعاً من العلاجات الفعالة لتخفيض كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL ومن طرق العلاج التي اعتمدتها إدارة الأدوية والأغذية هي عملية سحب وتنقية الدم من الدهون منخفضة الكثافة وهي عملية تشبه الديلزة (أي فصل المواد الغروية عن المواد المتبلرة في السوائل) وهو إجراء يتم فيه سحب الدم من الجسم عن طريق إبرة تغرس في أحد أوردة الذراع وعندما يكون الدم خارج الجسم يتم فصل الدم إلى بلازما (السائل الذي يستقر فيه كولسترول LDL) وخلايا الدم ثم يتم تمرير البلازما عبر عمود لتكثيف سدلولوز كبريتات دكسترين حيث يلتصق كولسترول LDL بعمود التكثيف وفي النهاية يعاد اتحاد البلازما الخالية من كولسترول LDL مع خلايا الدم عندما يعاد إدخالهما إلى الجسم (عبر إبرة مغروسة في الذراع الأخرى) وفي الوقت الذي يكون فيه الدم خارج الجسم تتم معالجته بالهيبارين لمنع التجلط.
إن عملية تنقية الدم من LDL لها القدرة على تخفيض كولسترول LDL بنسبة من 70 إلى 80 % تقريباً والمأخذان الوحيدان على هذا الإجراء هما التكلفة (التي تقوم أغلب شركات التأمين بتغطيتها) والوقت المطلوب لإجراء هذه العملية ولسوء الحظ فإنه على الرغم من أن عملية تنقية الدم من LDL يمكن أن تخفض مستوى الكولسترول بشكل ملحوظ إلا أنه سوف يرتد مرة أخرى وبسرعة .
تذكر أن الكولسترول يتم تصنيعه داخل الجسم بشكل طبيعي ومن ثم فالمصابون بكولسترول جيني سوف يستمرون في إنتاجه بخطى سريعة بعد إجراء عملية تنقية الدم من LDL وعموماً يتم تكرار هذه العملية كل أسبوعين وإلى أن يتوصل العلماء إلى اكتشاف علاج جيني مفيد حقيقة نقول لمرضانا: إن عملية تنقية الدم يجب اعتبارها اقتراحاً قائماً طوال الحياة ويستغرق إجراؤها ساعتين إلى ثلاث ساعات (معظم المرضى يشاهدون الفيديو أثناء إجراء هذه العملية) .
إن "كيلي" طفلة في التاسعة من عمرها كانت مصابة بكولسترول كلي أعلى من 700 ملجم/دل وكولسترول LDL 650 ملجم/دل عندما قابلناها لسوء الحظ أنها ورثت انثين من الجينات ليظهر عندها مرض فرط كولسترول الدم العائلي وعلى عكس المرضى الذين ورثوا جيناً واحداً لهذا المرض فالمرضى المصابون باثنين من الجينات لا يستفيدون مطلقاً من العلاج الدوائي الموحد وعلى الرغم من أن "كيلي" لم ينخفض لديها الكولسترول باستعمال أدوية الاستاتينات إلا أن كولسترول LDL انخفض بنسبة 14% باستخدام سمن نباتي بنيكول ولأن الانخفاض بنسبة 14% يعتبر نسبة غير كافية أدركنا أننا لابد أن نقوم بإجراء ضخم إذا أردنا أن نقي "كيلي" من الإصابة بنوبة قلبية في فترة مراهقتها ، تأتي "كيلي" الآن إلى مستشفانا مرة كل أسبوع لتجري عملية تنقية الدم من LDL.
وقبل أن تبدأ هذا الإجراء كانت تعاني ترسبات كولسترولية قبيحة المنظر على وجهها وركبتها ويديها وكاحليها لكن كل هذا قد اختفي وترى "كيلي" أن ذلك هو أفضل جانب لهذا الإجراء وقالب لكي تفسر هذا : إن الأطفال في فصلها كانوا يسخرون منها بسبب ترسبات الكولسترول لكن عندما اختفت هذه الترسبات كان من السهل عليها أن تكون صداقات جديدة.
ومن وجهة نظري فإن حقيقة أن الكولسترول الكلي عند "كيلي" يتراوح بين 100 ملجم/دل (بعد العملية مباشرة) و 350 ملجم/دل (قبل العملية مباشرة) كانت هي أهم جانب في علاجها وعلى الرغم من أن 350ملجم/دل ليس أمراً طبيعياً إلا أنه جعل حالتها أفضل من حالتها قبل بداية العلاج فلقد أرسلنا "كيلي" أخيراً إلى مستشفى الأطفال في بوسطن لإجراء اختبار "تأثير الجهد على إيقاع القلب" ونجحت بامتياز وسررنا لهذه النتيجة واشترينا لها سكوتر (دراجة) جديداً وقبعة لنحتفل بها.
إن الأمر ليس مقصوراً على المرضى الذين ورثوا اثنين من الجينات المصابة ليستفيدوا من عملية تنقية الدم من كولسترول LDL فعندما بلغ "جيم" الثالثة والعشرين من عمره ذهب إلى قسم الطوارئ وهو يشكو من ألم حاد في الصدر ولحسن الحظ قابل طبيباً ممتازاً فلم ينظر إلى عمر "جيم" مقرراً أنه لا يمكن أن يصاب بمرض قلبي في مثل هذا العمر ولكن بدلاً من ذلك سأله الطبيب عن تاريخ الأسرة الصحي واكتشف أن والدة "جيم" كانت قد توفت في سن الثلاثين بسبب نوبة قلبية وعرف أيضاً أن "جيم" يدخن علبتي سجائر في اليوم وعندما تم عمل فحص لكولسترول LDL عند "جيم" وجد أنه مرتفع (350 ملجم/دل) فقال له الطبيب إنه من الضروري أن يمكث في المستشفى .
ولحسن الحظ لم يصب "جيم" بنوبة قلبية ولكن عندما فشل في اختبار "تأثير الجهد على إيقاع عضلة القلب" في صباح اليوم التالي وجد نفسه في مختبر إدخال قسطرة قلبية وهذا إجراء يتم فيه حقن صبغ في الشرايين التاجية من خلال قسطرة مرنة (وهي أنبوب بلاستيكي رفيع أجوف) لكي يتم تحديد ما إذا كان هناك ما يسد الشرايين.
ولسوء الحظ وجد أن "جيم" مصاب بترسبات كولسترولية وتطلب الأمر عملية تقويم وعائي لأحد الشرايين وهو إجراء يتم فيه استخدام قسطرة رفيعة بها بالونة يمكن فتحها لعمل فتحة في الشريان المسدود، في حالة "جيم" شملت هذه العملية أيضاً وضع دعامة حلزونية تشبه" اللولب" الذي يوجد في القلم الحبر ، هذه الدعامة تمنع الشريان من الانغلاق مرة أخرى.
بعد أن أودع "جيم " في المستشفى توقف عن التدخين ومارس برنامجاً رياضياً واتبع نظاماً غذائياً قليل الدهون وبدأ طبيب الأمراض القلبية يعطيه دواء زوكور ثم ليبيتور وعلى الرغم من أن هذه الأدوية نجحت في تخفيض LDL من 350 ملجم/دل إلى 214ملجم/دل إلا أن ذلك لم يكن كافياً ( تذكر أن المستوى المثالي المستهدف لكولسترول LDL عند شخص يعاني أمراض القلب يكون أقل من 100ملجم/دل) ولقد أضاف الطبيب دواء نياسبان إلى علاج "جيم" الأمر الذي حسن من مستوى كولسترول HDL ولكنه لم يؤثر إلا قليلاً على كولسترول LDL وجرب الطبيب أيضاً معه دواء مسحوق كويستران ولكن "جيم" لم يستمر في تناوله بسبب انتفاخ البطن وربما كان من الأفضل أن يتناول "راتنج" أحماض الصفراء الذي يسمى ويلكول ولكن عندما انتهي "جيم" من دواء كويستران رفض أن يجرب أي دواء آخر وخاصة راتنج حمض الصفراء.
خريطة دليل الكوليسترول السابق